أكد الممثل الهندى العالمى شاروخان أن السينما المصرية تقدم محاولات جادة جديرة بالاهتمام موضحا أنه ورث حب مصر عن والده لذلك يحرص على زيارتها بصحبة أولاده لأنها بلد رائع وشعبها طيب.
وقال شاروخان لـ«المصرى اليوم» أثناء وجوده فى مهرجان دبى السينمائى الدولى إنه قدم فيلم «اسمى خان» لكى يغير صورة المسلمين فى الغرب وليؤكد أن المسلم ليس إرهابيا.
■ كيف ترى الدورة الجديدة من مهرجان دبى؟
- أعتقد أن المهرجان استطاع تحقيق نجاح كبير خلال 8 دورات وأتاح للجمهور فرصة مشاهدة مجموعة متميزة من الأفلام من مختلف أنحاء العالم، وبسبب ارتباطى بمدينة دبى اشتريت فيها منزلا وربما أصور بها أفلاما خلال الفترة المقبلة لأنها تتميز بطبيعة جميلة ومختلفة.
■ هل حبك لدبى كان سببا فى اختيارها مكانا للعرض العالمى الأول لفيلمك الجديد «را وان»؟
- دبى من وجهة نظرى تعتبر مقياسا حقيقيا لمعرفة رأى نماذج مختلفة من الجمهور، فهى تضم عددا كبيرا من الجنسيات وهذه الميزة تتيح لصناع السينما التعرف على آراء مختلفة دون مشقة.
■ هل تعمدت تقليد السينما الأمريكية فى هذا الفيلم من خلال تقديمك شخصية «البطل الخارق»؟
- نعم.. وأنا سعيد جدا بهذه التجربة لأن لدى طفلين يستمتعان بمشاهدة أفلام «سوبرمان» وغيرها من تلك النوعية، وفى الهند لم نكن نستطيع تقديم أعمالاً مشابهة، وكنا نعتمد على استيرادها من أمريكا بسبب احتياجها إلى مؤثرات خاصة، لذلك أنشأت استديو يضم أحدث أجهزة المؤثرات البصرية لتقديم مثل هذه النوعية من الأفلام فى الهند، لأنه من الظلم أن نقدم ما يقرب من ألف فيلم سنويا ولا نقدم مثل هذه الشخصيات، فنحن قدمنا البطل الخارق من الهند ومن الممكن أن يظهر بطل خارق أيضا فى الشرق الأوسط.
■ ما الذى دفعك لخوض تجربة الإنتاج فى الهند؟
- منذ حوالى 10 سنوات أنشأت شركتين للإنتاج لأننى مؤمن بأن من بين مسؤولياتى كممثل دعم الصناعة التى أعمل بها وأن أساهم فى ثرائها وتطويرها حتى تحافظ على النجاح الذى حققته، كما أن من أهداف هاتين الشركتين اكتشاف مواهب جديدة وتقديم الأعمال التى أحبها دون أن أتعرض لأى ضغوط من أحد.
■ اعتدت تقديم الشخصية الرومانسية لكن لأول مرة تقدم شخصية الشرير فى «دون 2»، فهل كنت تخشى رد فعل الجمهور؟
- الشخصية كانت شريرة للغاية ودون أى مبرر، ولكن مثل هذه الشخصيات موجودة لأن هناك الطيب والشرير والأبيض والأسود ولا يمكن أن يعيش طرف دون الآخر لأننا لا نستطيع أن نحقق التوازن دون وجود الاثنين، فأنا شخصيا بداخلى جوانب طيبة وأخرى شر لكننا لا نستطيع أن نظهر الشر كاملا
لأننا نفكر أيضا فى المجتمع الذى نعيش فيه، وأعتقد أن الفيلم كان فرصة جيده لتفريغ شحنة الشر التى بداخلى دون إيذاء المحيطين بى.
■ ولكن البعض رفض أن يشاهد أطفاله مثل هذه الشخصية الشريرة؟
- أرفض هذا المنطق، لأن من حق الأطفال التعرف على كل شىء دون أن نحجر عليهم، فالفيلم سيمنحهم الفرصة للتعرف على ما هو جيد وما هو سيئ، كما أن مشاهدتهم الشخصية لا تعنى أنهم سيقلدونها، بل ربما تساعد فى تقليل العدوانية لديهم.
■ هل لجأت السينما الهندية فى الفترة الأخيرة للتحدث باللغة الإنجليزية من أجل الوصول إلى العالمية؟
- هذا ليس حقيقيا، فهناك فئة كبيرة من الشعب الهندى تتحدث «الهنجليش» وهو خليط بين الهندى والإنجليزى يتحدث به معظم جيل الإنترنت حاليا، بل قد يكون عدد من يتحدثون بالإنجليزية أكبر من الموجودين فى بريطانيا نفسها، وهذا دفع البعض لتقديم أفلام ناطقة بالإنجليزية لكننى كممثل أفضل تقديم أفلام بكل اللغات حتى يصل للعالم كله.
■ لماذا شاركت فى فيلم مثل «اسمى خان» رغم اختلافه عن نوعية السينما التى تقدمها؟
- عمرى حاليا 46 عاما، واكتشفت أننى وأولادى لا نعرف الكثير عن الإسلام رغم أننى مسلم، ووجدت أن من واجبى أن أعرف أكثر وأن أغير المفهوم الموجود عن المسلمين فى الغرب، فنحن لسنا إرهابيين أو متطرفين، وديننا يدعو للتسامح والمحبة، وعندما قررت تقديم هذا الفيلم كنت أعتبره تجربة من القلب ولم أفكر إطلاقا فى شكلى حيث ظهرت على الشاشة دون أن أغنى أو أرقص مثلما اعتدت فى أفلامى، واكتشفت أن هذه القضية يشعر بها كل العالم الإسلامى ووجدت أنه من الأفضل أن أحكى عن تعاليم الرسول وما ذكره الله عن الإسلام لأنها تعاليم قادرة على التعبير عن نفسها.
■ وهل توقعت كل هذا النجاح للفيلم؟
- بالتأكيد لا، فنجاحه عالميا فاق توقعاتى بكثير، واكتشفت وقتها أن ما أشعر به فى الهند هو ما يشعر به أى مسلم فى بلد آخر، ورغم ذلك لم يحقق الفيلم النجاح فى القرى الهندية لأن سكانها لا يفهمون الإنجليزية.
■ كيف ترى السينما المصرية؟
- أعرف عمر الشريف وأحب أفلامه كثيرا، وشاهدت العديد من الأفلام المصرية الحديثة سواء فى المهرجانات أو على الفضائيات كما تعرفت على بعض صناعها فى مهرجانات مثل دبى ومراكش وأعتقد أن السينما المصرية تقدم محاولات جديرة بالاهتمام وفيها أفلام جادة ولا تقتصر فقط على الأعمال التجارية.
■ ألم تفكر فى تصوير فيلم فى مصر؟
- أحب مصر كثيرا وسبق أن صورت إحدى أغنياتى فى الفرافرة ومنطقة الأهرامات والمتحف المصرى وعشت بالقاهرة وقتها 12 يوما انبهرت خلالها بما شاهدته، ومعرفتى بمصر جاءت من خلال والدى الذى كان يزورها باستمرار، كما أننى أفضل زيارتها بصحبة أولادى ليستمتعوا بالمواقع الأثرية والمناظر الجميلة لأنها بالفعل بلد رائع وشعبها طيب وأتمنى السفر إليها قريبا وتصوير فيلم بها.